الثلاثاء، مارس 29، 2011

في البيان والتبيين

"كلما كانت الدلالة أوضح وأفصح ، كان أنفع وأنجع ،والمقصود بالدلالة التي توضح المعنى الخفي ، وكلما كانت هذه الدلالة أوضح كان النفع أكثر ، وذلك هو البيان"

الجاحظ


صباح عُمان،كما يليق بها؛وطناً عظيماً بأبنائه وبتاريخه.

في هذه المقالة لا اَدعي أني سأقول كل شيء،ولا الشيء كله مما حدث،وقبل أن أتعرض لأي نقطة في المقالة،أوجه تحية حب واِخاء،لكل الأصدقاء ممن اختلفوا معنا في البيان (وأقصد هنا بيان من محبي عُمان والسلطان قابوس بن سعيد- مع سبق الإصرار والترصد)؛تحية تليق بهم دائماً وأنا لا أشك يوماً ولن أشك في إخلاصهم في حبهم لوطنهم؛وأشعر بكمية الغضب التي جعلتهم، يكتبون ويقولون ما قالوا!،في لحظة انفعال،سأتجاوز ذلك شخصياً لأني أعلم أنهم شرفاء ومخلصون، فيما ينادون به، وأننا أيضاً شركاء ومخلصون لهذا الوطن ولنا وجهة نظر مختلفة،وكلنا نختلف لكي نتفق،ولن نتفق إلا على حب هذا الوطن العظيم.

ألستم من دعاة الديمقراطية؟

إذا هي وجهة نظر لا أكثر، أو من يختلف معكم تنعتونه بألفاظ نابية؛أخجل أن أردها هنا في هذا المقال!.

أصدقاء الوطن؛علينا أن تتسع صدورنا لبعضنا،هل من صاغ البيان ووقع عليه،نخونه في كل شيء،وأنهم (أي الموقعين) لا يمثلون الوطن والشرفاء،هل تريدون أن نستأذن منكم لكي نقول كلمة حرة،دون أن نستشيركم فيها!. وهل من ظهر في القنوات،استأذن منا أو من المواطنين؟، إذاهي وجهات نظر تمثل أصحابها فقط.

هل من يصرخ بلسانه، ويقول:أحب السلطان،واثق فيه؟.

وفي المقابل يريد أن يقف ندا للسلطان، بمطالبته بدستور تعاقدي، يسحب كل الصلاحيات منه، ولو حدث ذلك هل تعلمون من سيحكم مجتمعكم..؟ أنتم تعرفون ذلك،وتقدرون على استنباط ذلك، والدليل ما يحدث أمام مجلس الشورى!.

إن مجتمعنا،يرتكز حتى الآن على القبيلة- للأسف -وذلك في غياب مجتمع مدني،وأكبر مثال على ذلك: من هم الذين يصلون إلى كراسي مجلس الشورى؟!.

هل لو ترشح أحد أسمائكم في ولاية ما؛سيفوز؟ سؤال مطروح من قبلي.

لو ترشح أحد أسمائكم، و ترشح معه شيخ قبيلة ما، ليس لديه حتى شهادة الابتدائي،بأمانة الله من سيفوز؟.

أنا معكم في الحرية والعدالة،ومن يقول غير ذلك،فهو عاشق للعبودية والإقطاع،ولكن أن يطرح موضوع الدستور وتتواصل الاعتصامات في كل مكان،في هذي اللحظة الحاسمة؛في محاولة لليّ الأيادي...وكل ينادي،حتى في أموره الخاصة،ورأينا وشاهدنا ما تم طرحه،ومن خناقات فعلية؛وصلت لحد التهديد بالتصفيات الجسدية؛هذا لمن ألقى السمع وهو شهيد !.

علينا أن نستفيد من هذه التجربة جيداً ونعِيها. علينا أن لا ننفعل ونتقبل آراء بعضنا،وعقول بعضنا؛دون تشنجات،ودون شتائم،لا تليق بكم،فأنتم صفوة المجتمع،وضميره الحي.

تحية من قلبي لكم، ولحماسكم،ووطنيتكم،لكن دون تطاول، وليس هناك من منافقين ومؤمنين،في الأمر برمته،بل حقنا كمواطنين أن نقول ما نعتقده صواباً،وقد يكون في نظركم خطأً،وهذا حقكم الذي نختلف عليه،لكن أن يكون حقكم في إطار فكري ولغوي مقبول،وهاديء وعقلاني في نفس الوقت.

في هذه اللحظة المفصلية من حياتنا،الوطن يحتاجكم أكثر مما قبل،وطنكم الذي تفدونه بدمائكم وأرواحكم،والله يحتاجكم،الآن..الآن وليس غداً.

أنا في مقالتي هذه لا أمثل إلا نفسي،كمواطن شريك في التراب والهواء،حالي كحالكم..لست أجيراً لأحد؛ولا عميلاً لأحد،بل قلق مما يحدث والخوف مما قد يحدث.

علينا أن ننتقد بعضنا؛ضمن إطار أنتم تعلمونه جيداً،لا أن نستهزيء بأحد أو نقلل من قيمة أحد،مهما كان توجهه الفكري أو العقائدي!.

علينا أن نهدأ قليلاً،أن نستريح أن نتذكر الطريق الذي مررنا فيه؛ومروا فيه أجدادنا من حروب وقتل،وتشرذم،وظلم،وتعسف،وتحزب أعمى.

علينا أن نقف خلف رجل آمنا به؛ونؤمن أنه يعرف مطالبنا جيداً؛وأخص فئة الشباب،رجل ليس ككل الرجال،وقد تبين لكم وتبين للجميع؛مقدار حبه وحرصه على أبناء هذا الوطن ووحدة ترابه.

أنا معكم ضد الفساد والمفسدين.

أنا معكم للحرية

أنا معكم للعدالة

معكم وبكم يداً واحدة في وحدة هذا التراب خلف صاحب الجلالة،الذي استمع إلينا جميعاً،ولن نزايد على غيره.

لا أحد متسلق، ولا أحد منافق،ولا أحد عميل،سوى الجهلة الذين حسبوا نفسهم أنهم كتّاب وهم غثاء (غثاء منتديات لا أكثر)؛كغثاء السيل يذهب جفاء،لا يفرقون بين الظاء والضاد،وبين القصيدة والمقالة وبين سرية العمل وحرية التعبير،وبين واقع نعيشه ومعاش وبين نظريات تعشعش في خلايا الدماغ،ألا تفهمون؟..ألا تسمعون،سأقولها صراحة كما صرخوا:ألا تفهون،ألا تسمعون؟ حكومة في دولة شقيقة لديها حكومة منتخبة لا تعيش سوى شهور وتقال،وبرلمان يمسك بخناق وطن وشعب،لماذا لا نستفيد من تجربتهم.. ألا تفهمون..ستسقطون كأحجار الدمينو(وأقولها الآن صراحة لأن أحد الكتّاب صرخوا بوقاحة ،وأقول له ومن عاداه أيضاً-عقائدياً- ألا تفهمون ستسقط كل نظريات اليوتوبيا التي تنادون بها،من أجل وحدة هذا التراب،وهوائه ومائه،علينا أن ننصت للعقل والحكمة؛وأن نثق في رجل حكيم؛قسماً بخالق السموات يحبكم ويسهر من أجل هذا الوطن،ألا تفهمون..ألا تعتبرون..هل بالدستور التعاقدي ستنتهي العنصرية والقبلية والمحسوبية، صدام حسين ألغى القبيلة وفرض بقرار سياسي الاسم الرباعي،ماذا حدث بعد زوال صدام حسين؛ظهر المخفي والبغيض والمخيف،الطائفية والقبلية،وما إلى ذلك..!

ارحموا وطنكم من مراهقات فكرية،لا تحمد عقباها،ارحمونا من القبلية والطائفية والمذهبية،التي بدأت تطفو على السطح... خرجنا كلنا يوم 27 فبراير عندما رأينا الرصاص ينطلق من بنادق عمانية متجهة إلى صدور عمانية،لا تجادلونا ولا مزايدات على وطنيتنا،آباؤنا ليسو أصحاب مناصب عليا، ولا أصحاب روؤس أموال؛آباؤنا وأمهاتنا مثلكم بسطاء وشرفاء،نقصد الحياة الكريمة والآمنة،لا مزايدات على وطنيتنا وحبنا لهذا الوطن،فالوطن للجميع..وقابوس سلطان الجميع!.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق