الاثنين، مايو 18، 2009

البُرتقالة ؛ بصيغة الغائب


البُرتقالة ؛ بصيغة الغائب
ليلة تدحرج الحجارة





لن أهديك الوجع الذي أحسه
وأنا أراقب خطوط كفيك
وأصابع قدميك الصغيرتين. المفلطحة .



الحَجرة الأولى :
المسألة لا تعني الماء الذي سال في الطرقات ؛ ولا حتى الحكايات التي كتبتها .. الحكايات المنبثقة من غيب الحرف الذي يعصى عليك الخروج ؛ كحجة تستخدمينها لإحتجاجك على ما يحدث في النهار ..

الغيمة لا تهتم إلا من يتذمر من سقوطها عليه .

وحتى أكون صائباً، ولا اتحذلق على ما حدث ؛ ستكوني هذه المرة مستمعة لحكاياتك من لساني هذا.. – الخاصة والعامة – التي وردت في متن سِفرك ولعناتكِ والليالي التي مرت وأنتي تنسجين الحكاية وراء أخرى . إذا لن أضيف شيئا البتة ؛ سوى أني سأعيد صياغة ما حدث في تلك الليلة – الليلة الأخيرة- التي سقطت فيها الحجارة ؛ وتدحرجت على البيوت الطينية وأصبحت تسكنها بدل أهلها .. الذين أصبحوا ، في العراء وبجانب منابع المياه ، وتحت ظلال الأشجار العطشى ..

حَجرتكِ قبل الصياغة :
كان الليل بدأ ينسج خيوطه ، وكنتَ تعباً ، اقترحتُ عليكَ أن تنتظر قليلا ؛ لأني أعرفك جيدا بأنك كائن ليلي ؛ واقترحت عليك أن تأخذ علبة جعة من الثلاجة – رغم أنك لا تحبذها ، لأنك لديك حساسية منها – لأنك كما أخبرتني سيظهر على جلد كفيك وقدميك طفح ؛ بعد يوم من شربها ؛ لذا أنك تتجنبها وتفضل السكوتش لهذا السبب – لكنك على ما أذكر تناولت علبتين وبدأت بالثالثة – كنت في منتصفها .. ساعتها كنت مرتبكاً وخائفاً ، كنت تعاني من فوبيا الحجارة المتساقطة ليلاً ؛ رغم مرور السنوات ، لم تستطع تجاوز المرحلة ..

إعادة صياغة حَجرتكِ واستبدالها بالحَجرة البُرتقالية:

ماذا حدث في الثنايا الماضية من الليلة المؤرِقة؟ حقيقة لم يحدث شيء البتة .. سوى أني حلمتُ أني ألهث وثمة حَجَرة رابضة على الطريق لونها برتقالي ..
حتى هنا لم يحدث شيء سوى الأرق المتكرر !

قلت : سأتجاوز الحَجرة البرتقالية . حاولتُ مراراً أن يهمد الجسد ولو لنصف ساعة ، ليس نتيجة الجهد الجسدي .. بل الأرق والخوف من أن تنطلق تلك البرتقالة من مكانها بجانب الطريق وتنثر جمجمتي المرتبكة من الداخل ..

* * *
سأترك لكِ على الطاولة ورقة وممحاة وقمر حزين...

* * *
تمنيت لو أجلس واستمع لصوت فيروز وأنا أشرب ماء دافئ .. وأبكي ، ولكن البرتقالة الحَجرية جاءتني وأنا هذه المرة جالس ..حاولتُ أن أحرف تفكيري عنها ؛ ثواني ثم ترجع للظهور وبشكل قوي ، حتى تأكدتُ أنها شكلت لي فوبيا ؛ لن تغادرني حتى الآخر ..!

* * *
عندما يحلُ المساء سأكون ناءٍ عنكِ .. أعلمُ أنكِ ستكوني حزينة ومرهقة.. لا تنتظريني – لن أرجع هذه الليلة

* * *

أبريل ما أقساه .. سينعق الغراب ؛ الغراب الذي أحببته .. بشكل عبثي لم أجد يوماً مبرراً لإنجذابي نحوه .. سوى لونه وشكله وصوته – هل يكفي؟ .


* * *

ستحترم رغبتي أنكَ! لن تنساني .. كإنسان كان يحلم بعالم مثالي ، وبسلام يعم العالم .

* * *

رأيتها تتحرك باتجاهي وتتحرك أشياء كثيرة بجانبها ، وكأني في صحراء مظلمة خالية من كل شيء سوى من الحجرة البرتقالية وهي تهجم عليّ ،وصفير الريح يكاد يصمني ، وضعت يداي على أذناي وأغمضت عيناي .. في انتظار الاصطدام الأخير !.

* * *

الليل/ الكتابة/ الأصدقاء / رائحة القهوة/الموسيقى / /أجراس الغبطة/ وصوت عصافيركِ ..
أكثر ما يحزنني ؛ أني سأرحل ووجهي للسماء ولن استطيع الإلتفات !.

* * *

سأرفع يدي ؛ كمحاولة أخيرة قبل أن تتدحرج الحجرة البرتقالية ..!!.


الحَجرة الثانية :

ما حدث في أبريل – القاسي - ، كانت السماء تمطر ورعود وبروق ؛ أخذت تهز المكان .. قبل أن يرتطم بالأرض ؛ رأس: مسعود بن صالح بن علي بن سعيد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن خميس بن علي بن محمد بن عبدالله كهلان بن يقظان بن سيف بن حمود بن مالك بن مضر بن نبهان بن يعرب بن قحطان بن نزار بن عامير بن ماء السماء ..

مثبتٌ هذا الوجع – الإسمي - في حجرة صلدة !



حَجرة الزاوية :

لا أخافه ، بل لا أحبه .. لأنه يوجعني فيمن أحب .
ماء / تراب /سماء / هواء : نعت الحياة بهكذا تقسيم ، رجل يوناني ينتهي اسمه بحرف السين ..! .

ما يحدث الآن ..
أن الحَجرة اللعينة لا زالت تراقب حركاتي المنبعثة من حركات أصابع قدمي اليسرى ، ألحظ ذلك واستميت في المتابعة ؛ بتحريك أصابع قدمي اليمنى ..

سر الأسرار


أني أحبكِ !.

دائما ما أجادل الحجارة عن لونكِ المثبت أمام الحاضر المستقبلي ، هل ستستمر اللعبة أم ستواصلين الأمر بنفسك ، الموضوع برمته لا يحتاج لتفكير غامق ، بل بفكرة ذهبية لا تتكرر أكثر من لحظة ؛ أن الهروب من منتصف الطريق جيد ، وترك الحابل على النابل شيئا لا يخلو من مكر انساني / لاإنساني ، العبث بهذه الطريقة النكراء فعل أبيض لن يحتاج للون البرتقال ولا لرائحته في الصيف ، سأثير حفيظة ذاكرتكِ الشعرية / هذا همي ! .

لن ولن ولن ولن بالأربع أو حتى على اثنتين ..
أنتِ حاضرة غائبة ، متوحدة منقسمة ، ستحملين السراج ؛ المتبقي في الغرفة الطينية وتعبرين ، وسأبقى في الظلام ، أهاجم الخفافيش بيد عزلاء ، حتى أصفع نفسي ، من كثر الدوران حول الظلام الذي يلفني .

كنتِ تخافين البحر أن يداعب قدميكِ .. وتحطاطين منه ، لسبب واحد أن السر الذي أخبرتكِ به ، في المسافة بين اليابسة والبحر " البحر غادر سرق اللون الأزرق من السماء ، لا تبتهجي بلونه هو بلا لون خادع ؛ كما أنه أهداني صدفة من جوفه ذات مرة ؛ لأضعها بجانب سريري ، لأتذكره ، أتعلمين ماذا اكتشفت : أنه يتنصت على نومي وتقلبي في الفراش وينقل كل حركاتي إلى كائناته المخيفه ، أما كائناته الصغيرة والمغلوب على أمرها لم تصدقه لأنها عاشت الرعب الذي ينتظرها كل لحظة "
حَجرة الرابع من شوال من عام ألف واربعمائة وثمانية وعشرين

كنتُ في غفلة من أمري ؛ ورمت شرارتها عليّ وهربت ، هي في الحقيقة لم تكن الحجارة الأصلية التي تتبعني ؛ بل تشبهها ، أعرف جيداً الآن أنه مشاع في الكون؛ لكي أسقط ..على سبيل المجاز التاريخي المدمر .


هذا ما حدث بالضبط...

هناك تعليقان (2):

  1. حُـزن الـ ياسمين19 مايو 2011 في 11:32 ص

    يـاااااه !
    أكلُ هذا..؟!
    ممتدٌ للعمق بلا تراجع!
    أصعب الأمور أن تنتظر اللحظ الأخيرة
    ولا تأتي!
    وتنتظرها تلك الحجارة لتتدحرج..ولا تفعل!
    موغل في الألم أنت!
    /
    كيف فاتتني مدونتك؟! حقا لستُ أدري!
    /
    تحية بعمق شهيق الفجر!

    ردحذف
  2. شكرا لمروركَ..........لمروركِ
    الألم يصبح في كثير من الأحيان عادة..

    ردحذف