الأحد، أكتوبر 25، 2009

الخطّاب المزروعي في لعنة الأمكنة

عوض اللويهي

لا شك أن القصة القصيرة كفنٍ أدبي حديث بالنسبة للبيئة الثقافية العمانية أصبح يشكل ملمحا
بارزا في الخريطة الثقافية في السلطنة بشكل عام، فعلى سبيل المثال ما بين 2000- 2006 نلاحظ تزايد كتاب القصة القصيرة، وتزايد الإصدارات القصصية بجانب تكرر إصدار أكثر من مجموعة للقاص الواحد، وكذلك الفعاليات الثقافية والملتقيات المكرسة للفن القصصي، بجانب استمرار اسماء لها تميزها وحضورها في الكتابة القصصية، وذلك ما يشكل تراكما كميا ونوعيا ما يعطي التجربة غناها وتنوعها في نفس الوقت.

وتعد مجموعة «لعنة الأمكنة» للقاص الخطاب المزروعي، والصادرة عن دار ميريت المصرية العام 2003م، الإصدار الأول له، وتأخذ المجموعة من المكان منحى لعنوانها كما تأخذه اشتغالا جماليا عليه من خلال نصوصها الخمسة عشر، بجانب ذلك هناك مجاميع قصصية عمانية اتخذت من المكان او الدلالات الحافة به عناوين لها أيضا ونحن نشير إلى هذه الملاحظة هنا بشكل عابر لنشير إلى أن ذلك الانشغال يشكل بعدا جماليا في التجربة القصصية العمانية على وجه العموم، والورقة تحاول الإطلالة على الكائن وهو يتحرك داخل الأمكنة الملعونة(والقاص يشير في أول المجموعة أن نصوصها كتبت في أمكنة سديمية متفرقة بين عامي 1997-2000).

العنوان بحد ذاته يشكل متكأ محوريا لكسر حدة التوقع والدهشة، وستنطلق القراءة معتمدة على النصوص بالدرجة الأولى من خلال العنوان ذاته، فاللعنة هذه الكلمة الصادمة والتي من أحد معانيها الإِبْعادُ والطَّرْد من الخير(١)، والمكان وجمعه أمكنة، (نشير هنا إلى المكان المتخيل في القصص وليس الواقعي حتما) ومكن من التمكين أي الثبات والإقامة في المكان، والجوهري في كتابه الصحاح(٢) فيقسم المكان إلى نوعين هما: (المكان الخاص والمكان المشترك: أما المكان الخاص فهو الحيز الذي يشغله الجسم بمقداره أما الثاني فهو الحيز الذي تشغله جملة أجسام وحينما توجد أجسام يوجد مكان وحينما لا توجد أجسام لا يوجد مكان) فالقراءة تتطلع إلى رصد النفي والثبات والنظر في حيز البطل في المكان وحيز الموجودات الأخرى. لكن برغم قسوة المكان وحدة النفي والطرد التي قد تتبدى من خلال العنوان إلا أن المجموعة حافلة بالموجودات التي تسعى للاستمرارية بين نقطتي جذب (النفي والثبات) ومحاولة البحث عن أفق وإعطاء معنى آخر للثبات في المكان من خلال رسم فضاء قابل لاحتضان الحيزين المتناقضين (حيز الأنا- حيز الآخر) فالأنا وإن نفيت وأبعدت إلا أنها تحاول من خلال النص أن تخلق بديلا لها ولو نبتة ريحان أو الكتابة أو الصديق أو الابنة مثلا. فلا بد من آخر للذات وإن نفاها وأبعدها من حيزها المكاني فذلك لا يبرر قسوته وقسوة المكان بل يدينه ويرجمه مع المكان.

× في القصة الأولى التي تطالعنا بعنوانها(خطوات لزجة للفرجة) وهو النص الافتتاحي للمجموعة، الخطو حركة في المكان رغم لزوجة النفي وقسوته، فالبيت المشرع بابه والمحاط بالهدوء الذي يثير الترقب والتوجس، هذا الهدوء لا يخترقه إلا:

-صراخ الأطفال الذين يلعبون بين بيوت مأهولة (مشغولة الحيز)

- ثغاء الشياه التي رجعت من المرعى في التلة المجاورة في التلة المجاورة ص١١

فالبعيد مسكون بالآخرين بينما البيت هنا لا يشي بنفس الحركة التي توجد هناك فحيز البيت معزول ومنفي عن حيز البيوت المجاورة، فالموجودات هنا وإن كانت (حديقة المنزل- كلب ضال تبدو عليه علامات المرض- صوت صنبور الماء غير محكم الإغلاق) وهي أيضا خارج البيت لا تستطيع إقناعنا بوجود حياة ممكنة، فالبيت يبدو طاردا بينما البيوت المجاورة قادرة على صنع حركة للحياة(صراخ- ثغاء) ما يعني تجدد الحياة المعتادة للبشر واستمراريتها في البيوت المجاورة وتوقفها هنا، برغم ذلك يندفع الراوي آمرا بطل القصة بالدخول عبر الدرجات الثلاث ومواجهة موجودات البيت- الذي كانت كائنات تسكن حيزه والآن فارغ منها (صورة جمال عبد الناصر- ومكتبة قديمة تأثرت كتبها بفعل الرطوبة الحرارة- طاولة- كرسي خشبي- أوراق -صحف - منفضة - كأس فارغة- أقلام مبعثرة) فهذه الموجودات التي تأخذ الثبات والإقامة في مقابل غياب سكان البيت، لتشكل الموجودات استمرارا ضد النفي والطرد، ليتحول البيت وموجوداته إلى ذاكرة، إي تحيل إلى أنّ من كان هنا هو إنسان مثقف ولكنه غائب عن المكان، فكأن البطل يأخذ مكانه بالتدريج حسب جريان تدفق القصة، ذلك ما يغري البطل ليندفع إلى الغرفة الوحيدة في البيت والتي تقع بين المطبخ وغرفة الدرج، ثمة موسيقى تنبعث من داخل الغرفة مما يزيد من احتمال وجود أحد لكنه يكتشف (الطاولة والكرسي باردين كجثتين) ولكنهما يشكلان حيزا لموجودين، بجانب وجود مصباح القراءة الجامد في مكانه، (في الدرج الأول أوراق عبارة عن مذكرات كتبت على شكل نصوص وخواطر يومية) ص12، هنا دخول ثالث إلى عوالم البيت، فإذا كنا لاحظنا في المقاطع السابقة تمثيل الموجودات المبعثرة أمام ناظري البطل فهنا لا بد من فتح أحد أدراج طاولة القراءة وهو أولها لنجد ما ينوب في الحضور فالمذكرات تدوين ومحاولة لترك أثر في المكان،وما يزيد من إغراء قراءتها تزويدها برسوم سريالية بالحبر الصيني، وهذا يكشف بعضا من هوية شاغل حيز والغائب حتما،وعنوان المذكرات(مذكرات صعلوك من الربع الخالي) يحيل إلى ذاكرة قد تبدو للوهلة بعيدة عن فضاء القصة، ولكنها منبثة في فضاء المذكرات، وليس بعيدا عن ما تحيل إليه كلمتا (الصعلوك- الربع الخالي) فالمذكرات تستحضر الغائب من خلال الكتابة وتزيح لفترة وجود البطل، والراوي معا.

تنقلنا المذكرات إلى عوالم صاحبها الذي سنكتشف أنه من كان يسكن البيت، وتشكل المذكرات الحيز البديل والمستمر للذات المنفية(وهي هنا صاحب المذكرات) فهي خروج من حيز متحرك غير ثابت وطارد في نفس الوقت إلى حيز كتابي مقروء وقادر على الاستمرار والانتقال، فالمذكرات تكشف فداحة اللعنة التي حلّت بصاحبها «كنت أبني بيتا صغيرا من الرمال ليسكنه النمل، ولما نمتُ قليلا رأيت رجالا يلبسون ثيابا سوداء يحنطونني في ذلك البيت، فهرولت تجاهه، وعندما صحوت لأهدمه لم أجده، بكيت.......)ص٣١.

كما يدعونا (صاحب المذكرات) إلى الهرب من الرمال بعد أن أدرك تورطه فيها، ليتورط بطل القصة أكثر بسبب الخطوات اللزجة للفرجة، حيث يتورط بالدخول إلى من باب المدخل المفتوح على مصراعيه ليدخل إلى الصالة - أي إلى داخل البيت- فينتقل من حيز ليدخل في آخر، ليفتح باب الغرفة ليفتح بعد ذلك الدرج ليدرك بعد ذك تورطه نتيجة انتقاله من حيز إلى آخر ليدرك أنه كان في حيز منفي باكمله، فاللعنة والنفي يتوالدان ويتناسلان بشكل غرائبي داخل البيت، ليدرك البطل ورطته الكبرى وهي الوقوع في لزوجة النفي والطرد، بعد قراءته للمذكرات ورأيت الجسد المسجى على السرير بعينيه الزجاجيتين، فليس أمامه سوى صنع استمراريته -إنْ- أمكنه ذلك بترك بصمته الكتابية على الجدار وتسجيل مروره بالمكان، فلكي تزيح ستارة متهالكة عن نافذة وحيدة في غرفة وحيدة في بيت منفي جرتك إليه محاولتك للدخول إلى عوالم لزوجة الفرجة، لا بد أن تصادف ذلك، فالأمكنة المنفية تصنع نفيها وطردها الخاص بها بمقدار النفي والطرد الممارس عليها.

في قصة القبو، المقسمة إلى ثلاثة مقاطع قصصية هي:- النهاية- القبو- البداية، نلاحظ الانتقال من حيز الرحم إلى فضاء الحياة والوجود، الخروج من حيز ضيق إلى حيز واسع فسيح- كما يفترض منه-.

«أشعلت لفافة بيضاء كجناح النورس، حملتني إلى مرافئ مدن جميلة» ص23، فالبطل يحاول إيجاد حيز آخر جديد ولو كان متوهما ومصطنعا من خلال إشعال اللفافة، بدلا من الحيز الضيق الذي تورط به، أو عن طريق تمرير اليد على جدران البيوت القديمة بالرغم من الخدوش التي تحدثها الحصيّات الناتئة من الجدران، إلا أنّ ذلك ينقل البطل إلى عوالم شعرية جميلة، تستطيع أن تفك عن الكائن حصار المكان وقسوته.

«سمعت صوت أبي يلاحقني: ما عليك الملعون.... الكلب» ص23.

خروج محمد من البيت يقابله ذهابه إلى المقبرة، والمعروف أن الانتقال إلى المقبرة لا يتم إلا عن طريق الموت، ولكنا نجد أن النفي تعبير رمزي عن الموت ومحاولة من الأب لإخراج ابنه من الحيز المشترك لجميع الكائنات وإلجائه بالذهاب إلى المقبرة.

بعد ذلك يقول محمد«صرخت: اقتلني... لا أحب هذه الحياة الملعونة رجع الصدى قاسيا ضبابيا، عوت الكلاب من ناحية الجبل، وكأن تلك المخلوقات تسخر مني»ص23. وإذا عدنا إلى الأسطر السابقة ندرك مدى تشبيه الأب لابنه بالكلب، مع أن الابن يظل وحيدا في المقبرة في حين أن الكلاب المشبه بها تمتلك القدرة على النباح والسخرية منه، ولها أيضا مكان تلجأ إليه (الجبل) وتعيش في مجموعة ضمن حيز مكاني محدد ومعروف.

نلاحظ أثناء وجود محمد مطرودا خارج البيت وجوده بالقرب من مزرعة(زوينة) محمد خرج من حيز ولم يرجع إليه، بينما زوينة تحاول أن ترجع دجاجتها وديكها اللذين لم يرجعا، فزوينة تحاول إرجاعهما إلى حيزهما المعتاد فزوينه تمثل منطقة جذب، بينما (خديجة) أم محمد لم تستطع فعل شيء حيال ابنها المطرود ولم تستطع حماية ابنها من قسوة زوجها، وبالرغم من ذلك يسعى البطل إلى إيجاد بديل مستمر له وهو هنا صديقه (حمدان) «حملني صوت حمدان إلى مدن جميلة، صرت أحلّق كفراشة تهوى اللعب بالنار..» ص25.

فالغناء محاولة للخروج من قسوة المكان ونفيه، وهذه القسوة التي تتشكل أخيرا في تغييب محمد بقتله، وإبعاده إلى المقبرة إبعادا أبديا، ليستمر حمدان في محاولة الخروج من القبو الذي لم يستطع محمد الخروج منه.

×مجدلية الزمن الآتي: يشكل تقارب بيتي مريم وعيسى، تقاربا مكانيا وروحيا تجسدا لعلاقة الحب بينهما، لكن الطرد والنفي يتشكل هنا عن طريق موت مريم البشع، والموت يتم بالموت بين الحيزين المكانيين المتقاربين«كان رأسها قد ارتطم بالموت بجدار بيتينا قبل أن ينفجر على صخرة ملعونة تقبع بين الجدارين، وتناثر رأسها كالبطيخة الحمراء» ص32.

نكتشف أن هناك صخرة تكسر وهم التقارب المكاني، كما نجد أن هناك صخرة بشرية أخرى تحطم تقارب الحيزين الروحيين وهو هنا عم مريم، الذي سحرها ممارسا بذلك دور الطارد، إلا أن حب عيسى لها وهيامه وهواجسه، يشكل استمرارا ومقاومة للتخلص من صدمة فقد مريم، من خلال الإصرار على انتظارها ولو بالحلم.

يتحول البطل في «قرية النقاق وما حدث لها» إلى زهرة ريحان لتستمر ابنته التي نجت من الطوفان تشم أريجها كل صباح(تخرج رأسها من الشباك لتشمني) ص٣٤،فالبطل يدخل إلى الحلم(الحلم بمدينة اللذة المحمولة)- الولوج إلى المحل- الانتقال إلى القرية- قيادة باص الأجرة- منطقة تقع على ارتفاع يسمح بمشاهد القرية بأكملها- القرية- الدخول في الطوفان- الرجوع إلى القرية- قتل البطل بالمسدس وتلاشيه إلى دخان- التحول إلى زهرة ريحان،«وأنا أبكي من الداخل فهي لا تعلم أن أباها أصبح زهرة ريحان في حديقة منزلهم ستذبل يوما إن لم تُجزّ كما حدث للقرية» ص٣٤.

الهوامش

١- لسان العرب، ابن منظور، مادة (ل.ع.ن) الموسوعة الشعرية. الإصدار الثالث 2003م، المجمع الثقافي، أبو ظبي.

٢ - كاصد، الدكتور سلمان، عالم النص دراسة بنيوية في الأساليب السردية (فؤاد التكرلي نموذجا)، ط ١ 2003. دار الكندي.اربد. الأردن.

السبت، أكتوبر 24، 2009

النادي الثقافي... أسرة الترجمة... أسرة القصة... جمعية الكتاب والأدباء

(عَلِمَتْ (...) من مصدر مؤكد أن إدارة النادي الثقافي قد أعفت أسرة الترجمة الحالية من إدارتها للأسرة التي تم تشكيلها بتاريخ 12/4/2008، وذلك لعدم تنفيذها برنامج الأسرة التي كانت قد أعدته ووعدت به، ورغم محاولات متكررة من قبل إدارة النادي الثقافي، والاتصال مع أسرة الترجمة بضرورة تنفيذ أنشطتها وبرامجها، إلا أنها لم تف ببرنامجها، ولم تقدم ما يدعم مسيرتها، ويؤكد فاعليتها ونشاطها.
وتضم إدارة أسرة الترجمة التي تم إعفاؤها كلا من: شمسة الحوسنية رئيس أسرة الترجمة، ويونس الحراصي نائب الرئيس، ومحمد الصارمي أمين سر الأسرة). خبر صحفي منقول.
والأخ الذي كتب الخبر في الأعلى، في اتصال هاتفي يبارك لأحد مشرفي تحرير ملحق أقاصي ( بمناسبة تغريده حراً)، ما ينبغي أن تقولوا: جريدة ضاق صدرها!.
وأنا أقول لك: ما ينبغي أن تورد الخبر كما أراده البعض بمزاجيتهم، وأن تزج بأسمائهم بطريقة المتهمين، لقد أنفقوا من وقتهم الخاص والعام في القيام بأشياء كثيرة لم تقم بها مؤسسة ثقافية بأكبرها!
تفاجأت كغيري بخبر اعفاء أسرة الترجمة حسب ما ورد في تصريح للصحافة من مصدر مؤكد ( هكذا ورد) في النادي الثقافي وما قامت به أسرة الترجمة من رد.
تفاجأت ليس لأني عضواً فيها ولكن كمتابع للأنشطة الحثيثة التي قامت وتقوم بها أسرة الترجمة من أنشطة وأفكار خلاقة خدمة للمشهد الثقافي في السلطنة؛ أقرب مثال وأكبرها هو ملحق الجسر ، وهو ملحق يستحق الإشادة والتحية للقائمين عليه من جهد حضاري عظيم، وأتساءل هل يجوز إدارياً أن تعفى (أسرة) أو شخص أو شخوص أو جماعة من مهام عملهم دون أن تستمع إليهم أو تسائلهم ؟؟ السؤال الأكثر أهمية هل هم موظفون لديك لكي تعفيهم من مهامهم؟؟ علماً أن أسرة الترجمة أسرة منتخبة؟!.
أنا أطرح الموضوع هنا ليس بقصد أسرة الترجمة وحدها فقط ولكن سأطرح هذا السؤال: هل يمكن أن أقرأ الخبر في الأيام القادمة من اعفاء أسرة القصة من مهامها؟. يقول المثل العماني: (إذا شفت صاحبك يتحسن بل شعرك)!.
كنت قد سألت ( قبل الصيف) نائبة أسرة القصة الأخت هدى الجهوري هل ستكون هناك أنشطة لأسرة القصة في الصيف؟
فردت: عدم وجود ؛بسبب الصيانة التي يقوم بها النادي الثقافي في فترة الصيف.
ولنتوقف عند النقطة الأخيرة؛ الصيانة في النادي الثقافي في الفترة الماضية، ماذا تريد إدارة النادي الثقافي من أسرة الترجمة القيام به والمكان الذي يظلها ويحتضنها تحت الصيانة ؟
ماذا أعطى النادي الثقافي لأعضاء أسرة الترجمة ؟ أو حتى لأسرة القصة؟ عندما أذكر النادي الثقافي هنا أقصد الإدارة الحالية، في بداية مشوار ملحق أقاصي عام 2006م حصل الملحق على دعم رمزي بجهود ومتابعة من الأخوة أعضاء إدارة النادي السابقة، وتوقف الدعم في بداية الإدارة الحالية ، واليوم تعفى أسرة الترجمة من مسئوليتها!.
إذا كان السبب أن الأسرة لم تنفذ ما وعدت به! علينا أن نفهم ونستسيغ أن أعضاء الأسرة هم متطوعون ولا يقبضون أجرا على ذلك، وإذا كنا نحاسبهم على ذلك علينا أن نحاسب إدارة النادي الثقافي أيضا ففي بداية الإدارة صرح رئيسها بأشياء وبمشاريع عديدة سينفذها النادي ولم تحدث رغم أن النادي مؤسسة مستقلة وبميزانية سنوية.
أثناء التفكير في كتابة هذا المقال اعتصرني حزن دفين أن تعفى أسرة الترجمة من مسؤليتها، ولا أحد من الكتاب والمثقفين احتج على ذلك في منابر الصحافة والثقافة؛ إلا من رحم ربك. كنت أحسب أن في اليوم التالي من تصريح المصدر المسؤول ( الذي لم تورده الصحافة اسمياً – لا أعرف لما ؟؟) ستقوم الأسر المنطوية تحت لواء النادي الثقافي بالإنسحاب بنفس طريقة اعفاء أسرة الترجمة (بالتصريح فقط) بالتصريح في إحدى الصحف اليومية وتقوم تلك الصحف ( إن كان هناك إنصاف منها) بإنزال صور إدارة النادي في الجريدة( كما فعلوا بأعضاء أسرة الترجمة).
لذا بما أني عضو في أسرة القصة اَقترح على إدارة الأسرة وأعضائها بالانسحاب من النادي الثقافي والانضمام إلى جمعية الكتاب والأدباء العمانيين؛ تعاضداً مع أسرة الترجمة التي ستنضم للجمعية، والعمل بأريحية مسؤولة، وبمسئولية حرة وهادفة تخدم هذا الوطن وتعفو نفسها من احراج الطرد والإعفاء والإقصاء والتهميش ...
الجميع يعلم أن أسرة الترجمة تشتغل في صمت دون بهرجة؛ واستماته باظهار صورة رئيستها دائماً وأبداً، وصور أعضاءها، ودون افتعال المجالس التي لا تغني ولا تسمن الثقافة في شيئ .