الأربعاء، يناير 04، 2012

ثلاث صور








ثلاث صور يملؤها كائنان ، الّلذان يملآن الهوة السحيقة بين معنى الأشياء واللامعنى، يحاولان سد الفجوة العصية على التوقف في الاتساع ؛ لطبيعة في الطين المطبوخ في فرن الإله ،كل شيء جامد ما عدا العينين تتحركان في البحث عن زهرة الذنب الأولى التي اختفت بفعل فاعل!.

الصورة الأولى

على يمين الصورة تأتي العصفورة الأكبر، بؤبؤا عينيها مرتفعان، رغم أنها تنظر بارتفاع ساقط وكأنها من علو نتيجة أنها أنزلت رأسها قليلاً ، قََصة شعرها بالكاد تلامس جفنيها الرقيقين، شفتها السفلى تَضغطها الشفة العليا لتخرج صورة فمها الذي يشبه الجرح ؛ كفعل استهزائي بما يحدث أو لماذا يحدث ؟، يدها اليمنى تتكئ عليها بظاهر الكف ، وكأنها تخفي كفها المشوه الخطوط ، الخطوط الشاذة على القاعدة الطينية وكأنها تدرك أن هناك خطأ ما حدث! اليد اليسرى تختفي بينها وبين العصفورة الأصغر فلا يبين منها سوى ثلاثة أصابع ونصف ، الأذن اليمنى غابت عن سمع الصورة بينما اَرنبة أذنها اليسرى تختلس الظهور أسفل شعرها القصير .

وضع الجسد في الصورة غير متهيئ للمؤامرة التي تحاك لالتقاط للصورة، فيجئ الساقان ملتفين في أطرافهما بفعل علو الرِجل اليمنى على اليسرى ، الرِِجلان اللتين يمتطيان حذاءً بلون البحر ، تنحسر فردة السروال القطني على الرِجل اليسرى إلى ما بعد الركبة ، ويصل إلى منتصف الساق في الرجل اليمنى وكأن الوردة الخماسية الأوراق تصر على المشاركة ببقعتها السحابية.

ينبسط القميص بلون البراعم الصغيرة بأذنيه على كتفيها ؛ المساوي لهما بداية الزر الأول، والذي يشاركه زران آخران في التبرك بالجسد العصفوري الأكبر.
على يسار العصفورة أو حتى على يسار العصفورة الأكبر تتوثب العصفورة الأصغر ويظهر توثبها من أرنبة أنفها الكرزي ، شفتان بلون الكرز...


الصورة الثانية

في نفس المكان يقعيان لكنَّ بصريهما مفترقان ، العصفورة التي على اليسار تتكيء بيدها اليسرى فخذها الأيمن .
على الكرسي التي اعتمرته الزرقة،وبنقش مرجاني.ضاغطة على أصابعها حتى منبتهما،ما عدا الإبهام فهي هاربة باتجاه الجسد. اليد اليمنى وضعت أعلى الركبة بقليل. الإبهام مرة أخرى منفصلة الإتجاه عن باقي الأصابع؛التي لا تبان منهما سوى السبابة والوسطى، والاثنتان الأخريان؛اختفتا بين فخذي العصفورتين.
الرِجل اليمنى لا تتساوى مع اليسرى في مستوى الارتفاع؛فاليمنى ممتدة إلى الأسفل بشكل بارز، ويبين ظاهر القدم بشكل عمودي.

العصفورة الأولى التى تقعى على يمين الصورة،سارحة ببصرها باتجاه أفقي، وكأن شيئاً ما يحدث هناك!.
تتداخل أصابع يديها؛متشابكة،ما عدا الإبهامين فهما غير متشابكين؛بشكل قاطع.
تضع ساقها اليمنى على اليسرى من الأسفل، من منبت القدم؛لتظهر القدم اليسرى بشكل خجول، لا يكاد يظهر.

الصورة الثالثة

العصفورتان تكادان تتفقان على أن حدثاً ما؛يستحق المتابعة؛فنظرهما مصوب إلى أمام الصورة نحو الجهة اليمنى،ولكن النظرتين مختلفتان،فالعصفورة الأولى في اليمين،تضغط على شفتها العلوية بأسنانها؛دون أن تظهر الأسنان.
بؤبؤ العين اليمنى ليس في وسط العين تماماً،فهو يميل إلى اليسار،عكس بؤبؤ العين اليسرى؛فهو في المنتصف،مائلٌ إلى الأعلى. الغريب في الأمر أن العصفورة الأولى في اليمين تتكيء بظاهر يدها اليمنى، وتخفي يدها اليسرى،فلا يبين سوى ظفر الإبهام.

العصفورة الأخرى في اليسار،قبيل أن تحاول وضع كفيها على ركبتيها؛جمدت الصورة!،لتظهر كفها اليسرى نصف منبسطة أعلى الركبة. بينما كف اليمنى قد أمسكت جيداً بصابونة رجلها اليمنى.

نظرات العصفورة التي على اليسار توحي بحزن أقرب إلى البكاء،وذلك من خلال شفتيها المزمومتين وعينيها المبهورتين بفعل الحدث.
في هذه الصورة (الثالثة) شيء واحد اِتفقت عليه العصفورتان؛نظرتهما المرتابة،تجاه الحدث الحقيقي في الأمام.

هناك تعليق واحد:

  1. أستغفر الله
    الله رحمتك ..

    جمعة مباركة الخطاب ..
    زاد الله من إيمانك ..

    ردحذف