الحياة حشرة مؤذية . يتعثر نظري بوجوه بائسة لا تحفز على الحياة ؛ كل شيء ممل حتى الغثيان . الماء الملون مفيد معظم الأوقات يُذهب الوحشة من الروح ويقوي القلب عن الجزع ويفتح البصيرة في الضيق .
داهمني ليلة البارحة صوت أنثى .. صوت أنثى عراقية ؛ فخرم روحي أحسست بالوجع من فرط اللذة ، بكيتُ وأنا أشاهد هيولى وجهها في متنزه الذاكرة .
هاليلويا هاليلويا .. أيها الصباح اللزج ؛يا للصوت الذي قضم سمعي حتى تنمل ، يا أيتها العابرة في ذاكرة التفاح يا طعم الثلج في دمشق .... يؤذيني التذكر يجعل الروح قملة مؤذية .
واحد اثنين ثلاثة ؛ هوب ! .
ستجد نفسك أيها الحشرة ؛ محصوراً بين الرمل والرمل ، لا يجدي ما تحمله في الذاكرة من موسيقى ومشاهد مدهشة؛ بالعكس ستؤذيك .. ستحس بالوجع ، سيؤذيك التذكر .. ستنهال عليك الصور الأخرى التي تحملها كتمائم عالقة على لوح صدرك ، ستتذكر أيضاً أول شفة قبلتها وأول نهد لمسته يدك المرتعشة .. يا للغبار المغير الغابر – ستهذيء ، هكذا وأنت تتذكر المطر ، وصوت المطر وطعم المطر في الشتاء وأنت تختنق برائحة السبخة العطنة التي تمتص دهن جسدك الذابل والمنصهر في ثنايا الأرض الدبقة .
ستمر الحشرة على جزيئات الجمجمة وستتهتك تحت دبيبها ؛ شرايينك المتخثرة ..
لا يوجعني الآن سوى صوت الأنثى العراقية يا لوجهها الذي لم أشاهده جيداً ..في تلك الليلة ، يا لصوتها الذي فجر الماء الزلال في يباب المحنة وقفر الوجوه البائسة ، سأمر بهذه الحشرة التي تأكل رأسي رويداً رويداً ..
سأمر لأرتمي في نهر فراتكِ لأغرق للأبد .. سألقم حلمتكِ الطرية كثمرة فرصاد ناضجة في فجر شتائي .
سأعفر على الذاكرة حشرتها ؛ الحاشرة ،الحشورة، المحشورة..!.
الذكريات كائن يتبختر على ذاكرة معطوبة بـ الغياب!
ردحذفيا نبي الحرف المرسل من فردوس غائب
صخب ابجديتك يوقظ حرفي ليرقص على اطراف نصك
ودي العالي
سيمياء الروح:يا عِلم الدلالات والروح..شكرا للوصول إلى الصدمة والغرف والضيقة...روح الطلع كلامك،ونضيد حرفك أزهر في الثنايا مفجراً نهر الكلام وشاعت رائحته في مجرى الحرف كصبية تغتسل أعلى المجرى.....
ردحذف"محبات" بامتداد البحر