أسند بندقيته من نوع ( الكند ) على الصخرة التي تقف على أعلى الجبل من الجهة الشرقية ؛ بعدما دس رصاصة في بيت النار ، حاول أن يأخذ وضعية ملائمة ؛ وهو يسدد باتجاه الشخص الذي يمر في وادي السن أسفل الجبل ؛ مهرولاً يقود حماره حتى يصل بلدة العوابي قبل حلول الظلام الدامس .
دوت طلقة الرصاصة ؛ شاقة برزخ المكان .
- أتمنى أني لم أخطئه . قال
شاهد من مكانه ، الرجل وهو يتخبط على الأرض ومن ثم همد جسده وكأنه أصابه في مقتل ، تناول بندقيته وأخذ ينزل مسرعاً من أعلى الجبل إلى الوادي .
عندما وصل كان الرجل مُكب على وجهه ، قَلَبه ؛ ليجد الرصاصة نهشت جبهته والدم يخضب وجهه ولحيته المعفرة بالتراب ، سل نصل خنجره وقطع الحزام الذي يلف خصر الرجل ؛ المعلق في وسطه سكين ألمانيه الصنع من نوع خريسان .
تناول عمامة الرجل ، ومن ثم سحب ( الخرج ) من على ظهر الحمار ولكزه على ردفه ليغيب مع نهيقه في غياهب الوادي .
حمل غنيمته إلى أعلى الجبل ، وضعها جانباً وأوقد النار ، نفض ( الخرج ) على ( السباعية ) التي يفترشها فأنسكب نوَّى ، نفضه جيداً بعدها أدخل يده يبحث عن شئ قيّم ، بعدما تأكد أن ليس به شيئاً آخر غير النوَّى ، لاح به جانباً .
رمى عدت حطبات في النار لتستعر ، أخذ ينكش النار بحطبة صغيرة وهو يتحسر على ضياع رصاصته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق